ما حقيقة مشاركة قوات كردية إلى جانب إسرائيل في حرب غزة؟


April 24, 2024

ادعت عشرات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخراً، مشاركة قوات كردية في القتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في حرب غزة، لكن البحث أظهر  أن الادعاءات مضللة، وتحمل طابعاً تحريضياً.

واستندت المزاعم على تسجيلٍ مصور، يتحدث فيه مراسل صحفي من داخل مبنى في مدينة خان يونس بقطاع غزة، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه. 


 

ويظهر في الفيديو العلم الكردي مرسوماً على أحد الجدران مع شعار "Free Kurdistan"، إضافة إلى شعار "Vamos avrina".

أجرى فريق True Platform بحثاً باستخدام كلمات مفتاحية في موقعي إكس وغوغل، وحلل مضمون هذه التغريدات، وتتبع بعض الحسابات التي تداولت هذه الأنباء، وتوصل إلى مجموعة نقاط:

-الفيديو للصحفي الفلسطيني محمد سلامة، نشره على حسابه في موقع انستغرام في 10 نيسان/أبريل 2024.


 

-شعار "Free Kurdistan" مكتوب باللغة الإنكليزية ويعني الحرية لكردستان، فيما شعار "Vamos avrina" باللغة البرتغالية ويعني هيّا إلى عفرين.
-ورد في أحد برامج قناة الجزيرة، تصريح للصحفي محمد سلامة يقول فيه، إنه صور المقطع في أحد المنازل المتضررة جزئياً، أثناء توثيق الدمار في منطقة عبسان الجديدة شرقي خان يونس، وإن صاحب المنزل أخبره أن هذه الكتابات لم تكن موجودة قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.


 

كشف البحث أن أول تداول للفيديو مع عبارة "ظهور علم كوردستان" على جدران منازل في غزة، كان صباح 11 نيسان/أبريل 2024، من قبل حساب Islam Zebari على موقع إكس، ويعرف نفسه بأنه "ناشط كُردي، بكالوريوس في العلوم العسكرية، بكالوريوس في العلاقات الدولية والدوبلوماسية".


 

-كشف البحث عبر إكس أن أول من أعاد تداول الفيديو في سياق تحريضي ضد الكرد، حساب باسم مركز رؤى لدراسات الحرب، وأرفقه بصورة و24 تغريدة في 15 أبريل/نيسان2024.


 

-شهدت تغريدات "مركز رؤى لدراسات الحرب" تفاعلاً واسعاً، وإعادة التغريد لمئات المرات،  وهو حساب يتبع الحساب لموقع الكتروني بنفس الاسم يعرّف نفسه بأنه مركز  دراسات مستقل، تأسس عام 2019 في شمال سوريا.

-أظهر البحث أن الموقع وهمي، لم يقم بتحديث حسابه على فيسبوك منذ عام، كما لم ينشر على حسابه في انستغرام، لكنه ينشط على تلغرام وتيك توك وإكس.


 

-لم ينشر الموقع المذكور أيّ نوع من الدراسات، وتقتصر منشوراته على تداول أخبار وفيديوهات من الحرب الروسية الأوكرانية، ومن حرب غزة، فيما نشر مقالتين اثنتين، لا يعرف مصدرهما.
-أظهر تتبع الحساب أنه يروّج لتيار من الإسلام السياسي، وقد نشر على حسابه في موقع إكس خلال الفترة القليلة الماضية 24 تغريدةً حول علاقة الكرد بإسرائيل، بمحتوى يحرّض على الكراهية.
-ليس بين جميع التغريدات التي نشرها هذا الحساب أيّ دليل على مشاركة قوات كردية في حرب غزة.

-كشف تتبع الحسابات التي روجت للمزاعم، أن معظمها موالية لنظام إيران، أو جماعات إسلامية متشددة.
-من بين الحسابات كان حساب يحمل اسم "حسن المتقاعد"، ويعرّف الحساب نفسه بأنه: "حشداوي (جماعة الحشد الشعبي العراقي الموالية لإيران)، ولائي، والكتائب انتمائي..". 


 

-كما نشر المزاعم حساب باسم "الولائية" وفي الوصف تظهر عبارة "حشدنا عزنا" في إشارة إلى جماعة الحشد الشعبي العراقي، ويظهر بروفايل الحساب صورة كتب عليها "كلنا جنودك يا خامنئي".


 

-أيضاً نشر حساب آخر باسم "ساعة الصفر"، وهو حساب يمني موالي لجماعة الحوثي الموالية لإيران.
-كما نشر حساب صلاح باجبع، التغريدة نفسها، وباجبع متشدد إسلامي يمني، تنقل بين جماعات إسلامية متشددة مختلفة خلال السنوات الماضية، وفق ما أظهر البحث.


 

-كشف البحث أن الادعاءات التي تم تداولها حول مشاركة عناصر كردية إلى جانب الجيش الإسرائيلي لا تستند على أي دليل، إذ لا يدعم البحث وجود أيّ تقارير أو حقائق حول هذا الموضوع.
-التغريدة المتداولة تتهم حزب العمال الكردستاني، بناءً على العلم الظاهر في الفيديو، لكن حزب العمال لا يتبنى هذا العلم، ولديه علم خاص به، يختلف كلياً عن العلم الكردي المعروف وهو العلم المرسوم على جدار  المبنى. 
-تفيد التقديرات بوجود عشرات الآلاف من يهود كردستان في إسرائيل، وما يزال بعضهم يحتفظ بانتمائه الكردي، وفق تقارير رصدت هذه الفئة في أوقات سابقة، من بينها تقرير  لقناة الحرة الأمريكية.


 

-منذ اندلاع الحرب في غزة انتشرت شائعات عديدة حول مشاركة مقاتلين كرد إلى جانب إسرائيل، لكن لم يظهر أيّ دليل ملموس عليها.


 

في النتيجة:
-الادعاء بأن قوات كردية تشارك في حرب غزة، ادعاء مضلل.
-تستغل الحسابات التي تتداول الفيديو بشكل مضلل، حساسية قضية غزة بالنسبة للشارعين الإسلامي والعربي في التحريض على كراهية  الكرد.

 


تتقصى منصة "TRUE" صحة الأخبار، وتتعقب الكاذبة منها على مواقع التواصل الإجتماعي، ووسائل الإعلام السورية والعالمية، إضافة إلى رصد التقارير والأخبار التي تبث خطاب الكراهية.

تعتمد "TRUE" على فريق من الصحفيين السوريين المستقلين، يركزون في عملهم على تتبع الأنباء في شمال شرقي سوريا (منطقة الإدارة الذاتية)، إضافة إلى باقي الجغرافية السورية، وما ينتشر من أنباء في الدول المجاورة والعالم. يقوم محررو "TRUE" بعد الرصد بتفكيك المحتوى، ثم إعادة تركيبه، بما يخدم المعايير المهنية والحقيقة.